الحلقة الـ  54 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  كيف نطور قدرة  المراهقين على الإختيار.

      ..........................................                                                                        

 أن يكون  لدى المراهق القدرة على الإختيار ..فإن معنى ذلك أنه  ينمو بإسلوب  يتمتع من خلاله  بشخصية لها اعتبار و لديه قدرة على اتخاذ قرراته .

إلا إن أبحاث العالم النفساني بياجيه  تؤ كد بإن مقدرة الأبناء المراهقين على أن يخططوا لمستقبلهم لا يعني أنهم سيفكرون بطريقة تلقائية بما هو أفضل لهم من قرارات ..لإن هذه القدرة لا تعني أن في إمكانهم تعلم المهارات  التي يعلمهم إياها آبائهم ..وهما أمران مختلفان .

أذن ..هناك خطوة هامة على الآباء أن يتخذوهامع أبنائهم المراهقين وهي :

 تعليمهم كيف يستخدمون قدراتهم العقلية في حل مشاكلهم..كم أن عليهم أن يتيحوا لهم فرص لتطبيقها .

والآباء هنا عليهم أن يعلموا أولادهم طرق التعلم المختلفة مع وضع الخيارات أمامهم  لكي   يختاروا الأفضل منها ..وذلك عن طريق تدريبهم  على أساس من الإرشاد ..أي أن  يسألوهم ويوفروا المعلومات لهم  ويشجعوهم على المزيد من الإكتشاف ..  لمساعدتهم في اختيار   أفضل الحلول لمشاكلهم .

 أليس من الأسهل للآباء أن يخبروا أبنائهم ماذا عليهم أن يفعلوا ..؟ نعم ..لكن ذلك  سيجعل أبنائهم سلبيين  في اتخاذ قراراتهم.  . ولهذا السبب فأن من الأفضل أن يترك الآباء لإبنائهم الفرصة ليختاروا ما يناسبهم..ثم يتخذوا قراراتهم ..أي أن يكتشفوا بإنفسهم ما هو أفضل بالنسبة لهم..وثم يتحملون مسؤلية ما يختارون ..حتى يفكروا في مستقبلهم بطريقتهم الخاصة ..فيتعلموا  كيف يحلوا مشاكلهم بإنفسهم . ليصبحوا أكثر فاعلية ..لإنهم   لكي يحلو ا تلك   الأسئلة  عليهم استخدام قدراتهم العقلية ليصلوا إلى النتائج من خلال اختياراتهم..وخصوصاً عندما يوفر الآباء لإبنائهم  الثقة بهم والتواصل معهم .

بهاء طالب في الخامسة عشر من عمره ..كان إبناً مسؤ ل دائماً ..وحريص على التقدم بدرجاته العلمية .

كان من الواضح على علامات هذا الإبن تولعه بمادتي الرياضيات والمواد الإجتماعية .. كما كان لديه حب شديد لممارسة  كرة القدم ..وكان قادراً من قبل على أن لا تؤثر هوايته هذه على دروسه..لكنهما لا حظا في الفترة الأخيرة أنه انشغل بهذه الهواية عن مذاكرة دروسه بشكل جيد ..مما أدى إلى تدهور درجاته العلمية .

  سأله والده " هل تدرك يا بهاء أن درجاتك العلمية قد تراجعت في مادتي الرياضيات والمواد الإجتماعية ؟"

رد بهاء " أعلم يا  أبي ..لكنني لم أكن أتصور أنني تراجعت إلى هذا الحد  ..لكنك تعلم أني

 أعد نفسي للمباراةالنهائية في كرة القدم بين مدرستنا ومدرسة أخرى تنافسنا على الكأس  هذا العام.

 قال والده " لكن ذلك لا يعني أن تهمل دروسك ..هل سيظل التمرين فترة طويلة ؟"

أجاب بهاء "نعم لكني ..سأحاول يا أبي أن أستعيد درجاتي وأتمرن في نفس الوقت "

رد والده "  وإذا لم تحقق ذلك ..أعتقد في هذه الحالة ..سوف تحرم من رخصة السياقة التي وعدتك بها "

فكر بهاء ..هاهو والده سيحرمه من رخصة السياقة التي طالما حلم بها ..لقد بدأ يقلق .. عليه أ ن يتقدم بعلاماته بصورة سريعة

 سأله  والده " ماذا ستفعل لكي تطور علاماتك ؟"

قال بهاء " سأحاول أن أكلم مدرسي حول  الموادالتي فاتتني   لكي أذاكر أكثر..كما إني سأقلل من ساعات

التمرين وسأجعلها بعد انتهائي من أداء واجباتي المدرسية "

اكتشاف سبل أخرى للإختيار ساعد بهاء على الإلتزام بقراراته وتحمل مسؤليتها..لقد تحمل مسؤليات عديدة ولم يضع في اعتباره كيف سيوازن بينها ..لكنه الآن أدرك  الأهم  ثم المهم.منها .وأختار سبل تحسين أدائه الدراسي بنفسه  .

والدي بهاء مثل كل الآباء كانا يتمنيان  أن يشرحا له  عما يجب عليه القيام به ليطور علاماته ..لكنهما فضلا أن يختار الحلول بنفسه  ثم الإلتزام بها ..أي أن يتعلم تحمل المسؤلية عن قراراته من سن المراهقة فتزداد ثقته بنفسه ..وتقوى شخصيته بطريقة إيجابية ..وهو ما يريده الآباء لإبنائهم.. ونفس   ما حدث فيما بعد لبهاء عندما اختارقرارته  والتزم بها وتطورت  علاماته كما كان والديه يريدان .